قال: ذُكرتِ الطِّيَرةُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أحسَنها الفألُ، ولا تَرُدُّ مُسلماً [1] ، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل: اللهمّ لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفعُ السيئاتِ إلا أنت [2] ،
ولا حول ولا قوةَ إلا بك [3] ».
(1) قوله: «ذُكرت الطيرة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أحسنها الفألُ، ولا تردُّ مسلماً» * قال ابن القيم رحمه الله تعالى [مفتاح دار السعادة (593) ] : «أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الفأل من الطيرة وهو خيرها، فأبطل الطيرة وأخبر أن الفأل منها، ففصّل بين الطيرة والفأل لما بينهما من الامتياز والتضاد ونفع أحدهما ومضرة الآخر» . انتهى.
وقوله - صلى الله عليه وسلم: «أحسنها الفأل» وفي رواية: «خيرها الفأل» مع أن الطيرة كلها لا خير فيها؛ لأن أفعل التفضيل في ذلك إنما هو في القدر المشترك بين الشيئين، والقدر المشترك بين الطيرة والفأل تأثير كل منهما فيما هو فيه، والفأل في ذلك أبلغ. قاله الحافظ ابن حجر. وفيه: أن الفأل ليس من الطيرة بل مستحب، وتفسير الفأل. قاله المصنف رحمه الله تعالى.
قوله: «ولا ترد مسلماً» وهذا تعريض بأن الكافر بخلافه.
(2) قوله: «فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت،
* أخرجه أبوداود (3919) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة (294) . قال الألباني: ضعيف، انظر: ضعيف سنن أبي داود (ص/387) رقم (843) .
(3) ولا يدفع السيئات إلا أنت» أي لا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع السيئات بل أنت وحدك لا شريك لك الذي تأتي بالحسنات وتدفع السيئات، والحسنات هنا النعم، والسيئات: المصائب. ففيه: نفي تعلق القلب بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر، وهو دعاء مناسب لمن وقع في قلبه شيء من الطيرة.
قوله: «ولا حول ولا قوة إلا بك» والحول التحول والانتقال من حال إلى حال، أي: لا تحول من حال إلى حال ولا قوة على ذلك إلا بالله وحده، ففيه: التبرئ من الحول والقوة إلا بالله سبحانه، وهذا هو توحيد الربوبية وهو دليل على توحيد الإلهية الذي هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة. وفيه: ذكر ما يقوله من وجد شيئاً من ذلك. قاله المصنف رحمه الله.