فهرس الكتاب
الصفحة 193 من 358

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى، ولا طِيَرة، ويعجبني الفألُ» . قالوا: وما الفأل؟ قال: «الكلمةُ الطيبة» [1] .

ولأبي داود بسند صحيح عن عُقبة بن عامر [2]

(1) قوله: «ويعجبني الفأل» قالوا: وما الفأل؟. قال: «الكلمة الطيبة» **. قال أبوالسعادات [النهاية 3/ 364] : «الفأل مهموز فيما يسر ويسوء، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، وربما استعملت فيما يسر يقال: تفاءلت بكذا وتفألت على التخفيف والقلب، وقد أولع الناس بترك الهمزة تخفيفاً» . قال الحليمي: «وإنما كان يعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن بالله، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال» . وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - [مفتاح دار السعادة ص592] : «ليس في الإعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك، بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة والفطرة الإنسانية التي تميل إلى ما يوافقها ويلائمها، والله سبحانه قد جعل في غرائز الناس الإعجاب بسماع الاسم الحسن ومحبته وميل نفوسهم إليه، وكذلك جعل فيها الارتياح والاستبشار والسرور باسم الفلاح والسلام والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونحو ذلك، فإذا قرعت هذه الأسماء الأسماع استبشرت بها النفوس، وانشرح لها الصدر، وقوي بها القلب، وإذا سمعت أضدادها أوجب لها ضد هذه الحالة فأحزنها ذلك وأثار لها خوفاً وطيرة وانكماشاً وانقباضاً عما قصدت له وعزمت

* أخرجه الترمذي (2880) وقال: حسن غريب. وأحمد (5/ 425) ، قال الألباني: صحيح. انظر: صحيح سنن الترمذي (2309) (3/ 4) .

** أخرجه البخاري (5756) و (5776) ، ومسلم (2224) .

(2) عليه، فأورث لها ضرراً في الدنيا ونقصاً في الإيمان ومقارفة للشرك».

قوله «ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر» هكذا وقع في نسخ «التوحيد» وصوابه: عروة بن عامر، كذا أخرجه أحمد وأبوداود وغيرهما وهو مكي اختلف في نسبه فقال أحمد: عروة بن عامر القرشي. وقال غيره: الجهني. واختلف في صحبته أيضاً فقال الماوردي: له صحبة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وقال المزي: لا صحبة له تصح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام