ولا غُول [1] ».
ولهما عن أنس [2]
(1) قوله: «ولا غُول» ** هو بالضم اسم وجمعه أغوال وغيلان. قال أبوالسعادات [النهاية 3/ 354] : «الغول واحد الغيلان، وهو جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس تتلون تلوناً في صور شتى وتغولهم أي تُضِلُّهم عن الطريق وتُهلكُهم فنفاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبطله. فإن قيل ما معنى النفي وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «إذا تغوّلت الغيلان فبادروا بالأذان» *** أُجيب عنه: بأن ذلك كان في الابتداء، ثم دفعها الله عن عباده، أو يقال: المنفي ليس وجود الغول بل ما يزعمه العرب من تصرفه في نفسه، أو يكون المعنى بقوله: «لا غول» أنها لا تستطيع أن تضل أحداً مع ذكر الله والتوكل عليه ويشهد له الحديث: «لا غول، ولكن السَّعَالي سَحَرة الجن» أي: ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل. ومنه الحديث: «إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان» أي: ادفعوا شرّها بذكر الله، وهذا
* أخرجه مسلم (1423)
** أخرجه مسلم (2222) ، وأحمد (3/ 293، 312) .
*** أخرجه أحمد (3/ 305، 381، 382) ، وابن خزيمة (2548) ، وقال الدكتور محمد الأعظمي: إسناده ضعيف، وأبويعلى في المسند (2219) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (955) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (436) .
أخرجه الخطابي في غريب الحديث (1/ 463) من مرسل الحسن بن محمد ابن الحنفية. انظر: تعليق زهير الشاويش على تيسير العزيز (ص/372) .
(2) يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها. ومنه حديث أبي أيوب: «كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجيء فتأخذ» *».
قوله: «ولهما» أي البخاري ومسلم «عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -» قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة» وتقدم الكلام على العدوى والطيرة أول الباب.