ولا صَفَرَ [1] ». أخرجاه.
زاد مسلم: «ولا نوء [2] ،
(1) قوله: «ولا صَفَرَ» بفتح الفاء، روى أبوعبيد في «غريب الحديث» عن رؤبة أنه قال: هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس وهي أعدى من الجرب عند العرب. وممن قال بهذا سفيان بن عيينة والإمام أحمد والبخاري وابن جرير وقال آخرون: المراد به شهر صفر، والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء وكانوا يحلّونه المحرم ويحرّمون صفر مكانه وهو قول مالك. وروى أبوداود عن محمد بن راشد عن من سمعه يقول: إن أهل الجاهلية يتشاءمون بصفر ويقولون: إنه شهر مشؤوم، فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك*. قال ابن رجب [لطائف المعارف (74) ] : «ولعل هذا أشبه الأقوال» . وفيه: نفي العدوى والطيرة ونفي الهامة والصفر. قاله المصنف رحمه الله تعالى، وما زالت هذه العادات السيئة سارية في الناس مثل التشاؤم بصفر وربما نهو عن السفر فيه، وحتى إن منهم من لا يكاد يذكر صفر إلا ويضيف إليه لفظة الخير نظراً لما قام بقلوبهم من هذه الأمور، ومثل تشاؤمهم
* أخرجه أبوداود (3915) ، وقال الألباني: صحيح مقطوع. انظر صحيح سنن أبي داود (2/ 742) رقم (3315) .
(2) بشوال في النكاح خاصة لما قيل من أن طاعوناً وقع فيه مات منه كثير من العرائس فتشاءموا به، وقد صحّ عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال وبنى بي في شوال. فأي نسائه كان أحظى عنده مني؟ *، وكانت تستحب أن يدخل على نسائه في شوال، وتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة في شوال أيضاً، وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - مخالفة لما عليه أهل الجاهلية.
قوله: «وزاد مسلم: ولا نوء» والنوء واحد الأنواء، وهي: منازل القمر، وسيأتي الكلام عليه في باب الاستسقاء بالأنواء.