فهرس الكتاب
الصفحة 190 من 358

ولا طِيَرة [1] ،

ولا هامةَ [2] ،

(1) قوله: «ولا طيرة» قال ابن القيم: يحتمل أن يكون نفياً أو نهياً أي: لا تطيروا. والنفي في هذا أبلغ من النهي؛ لأن النفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره، والنهي إنما يدل على المنع منه، وقد جاءت أحاديث ظن بعض الناس أنها تدل على جواز الطيرة كقوله - صلى الله عليه وسلم: «الشؤم في ثلاث: في المرأة، والدابة، والدار» *** ونحو هذا. قال ابن القيم رحمه الله: «إخباره - صلى الله عليه وسلم - بالشؤم في هذه الثلاث ليس فيه إثبات

الطيرة التي نفاها الله سبحانه وإنما غايته أن الله سبحانه يخلق منها أعياناً

* أخرجه أحمد (1/ 440) ، والترمذي (2144) ، قال الألباني: صحيح. انظر: الصحيحة (1152) .

** أخرجه أبوداود (3925) ، والترمذي (1818) وقال: هذا حديث غريب من حديث جابر، وأخرجه ابن ماجه (3542) ، قال الألباني: ضعيف. انظر: الضعيفة (1144) .

*** أخرجه البخاري (2858) ، ومسلم (2225) .

(2) مشؤومة على من قاربها، وساكنها، وأعياناً مباركة لا يلحق من قاربها منها شؤم ولا شر، وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولداً مباركاً يريان الخير على وجهه، ويعطي غيرهما ولداً مشؤوماً يريان الشر على وجهه فكذلك الدار والمرأة والفرس، والله سبحانه خالق الخير والشر، والسعود والنحوس لا خالق غيره، ولا مقدّر سواه».

قوله: «ولا هامة» بتخفيف الميم على الصحيح، قال الفرّاء: الهامة طير من طير الليل كأنه يعني البومة. قال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم يقول: نَعَتْ إليَّ نفسي أو أحداً من أهل داري. فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام