قال البغوي [1] : العرَّافُ: الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدمات يُستدلُّ بها على المسروق ومكان الضالَّة [2] ونحو ذلك. وقيل: هو الكاهن.
والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيّبات في المستقبل. وقيل: الذي يخبرُ عمّا في الضمير.
وقال أبوالعباس ابن تيمية: العرَّافُ اسمٌ للكاهن والمنجِّم والرمّال ونحوهم، ممن يتكلّم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
(1) وابن المثنى وخلق، مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين. ورواه الطبراني في «الأوسط» بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله «ومن أتى» إلخ. قاله في «الشرح» *.
قوله: «قال البغوي» بفتحتين، وهو الحسين بن مسعود الفرّاء الشافعي، صاحب التصانيف وعالم أهل خراسان، كان ثقة فقيهاً زاهداً، مات في شوال سنة ست عشرة وخمسمائة - رحمه الله تعالى -.
(2) قوله: «العرّاف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. وقيل: هو الكاهن، والكاهن الذي يخبر عن المغيّبات في المستقبل. وقيل: الذي يُخبر عما في الضمير. وقال أبوالعباس أحمد» ابن عبدالحليم بن عبدالسلام (ابن تيمية) الإمام المشهور - رحمه الله ورضي عنه: «العراف: اسم الكاهن والمنجِّم والرمّال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق كالحازِر الذي يدعي الكشف» . وقال أيضاً [الفتاوى 35/ 173، 193] : «والمنجم يدخل في اسم العرّاف، وعند بعضهم هو معناه، ويدخل في اسم الكاهن عند الخطّابي وغيره من العلماء، وحكى ذلك عن العرب، وعند آخرين هو من جنس الكاهن وأسوأ حالاً منه فيُلحق به من جهة المعنى» . وقال الإمام أحمد: العرافة طرف من السحر والساحر أخبث وكل هذه الأمور يُسمى صاحبها كاهناً وعرافاً أو في معناهما، فمن أتاهم فصدّقهم بما يقولون لحقه الوعيد. وفيه: معرفة الفرق بين الكاهن والعرّاف. قاله المصنف رحمه الله.
* (ص/351) .