فهرس الكتاب
الصفحة 162 من 358

وإني سألتُ ربي لأمتي أن لا يهلكها بسَنَة بعامة [1] ، وأن لا يسلِّط عليهم عدوّاً من سوى أنفسهم، فيستبيح

بيضتهم [2] ، وإنَّ ربي قال: يا محمد، إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُرَدّ [3] ، وإني أعطيتُك لأمّتك أن لا أُهلكهم بسَنَةٍ بعَامّة، وأن لا أسلّط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها [4] ،

(1) قوله: «وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة» هكذا ثبت في أصل المصنف بعامة بالباء وهي رواية صحيحة في صحيح مسلم وفي بعضها بحذفها، قال القرطبي: «كأنها زائدة؛ لأن عامة صفة للسَنة، والسنة الجدب الذي يكون به الهلاك العام» .

* أخرجه البخاري (6629) ، ومسلم (2919) من حديث جابر بن سمرة.

** لم أجده بهذا اللفظ، وأصل الحديث عند البخاري برقم (3906) .

(2) قوله: «وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم» أي: من غيرهم من الكفار «فيستبيح بيضتهم» قال الجوهري [الصحاح 3/ 1068] : «بيضة كل شيء حوزته، وبيضة القوم ساحتهم» . فيكون معنى الحديث أن الله لا يسلط العدو على كافة المسلمين حتى يستبيح ما حازوه من البلاد والأرض، وقيل بيضتهم معظمهم وجماعتهم وإن قلوا.

(3) قوله: «وإن ربي قال: يا محمد، إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُرد» قال بعضهم إذا حكمتُ حكماً مبرماً نافذاً لا يرد بشيء ولا يقدر أحدٌ على رده، كما قال - صلى الله عليه وسلم: «لا رادَّ لما قضيت» *.

(4) قوله: «وإني أعطيتُك لأمّتك أن لا أهلكهم بسنة بعامّة، وأن لا أسلّط عليهم عدواً من سوى أنفسهم - أي من غيرهم من الكفار - فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها» أي مَن بأقطار الأرض وهي جوانبها. وفيه إخباره بإجابة دعوته في الاثنتين وإخباره بأنه منع الثالثة. قاله المصنف رحمه الله.

قلت: الثالثة هي أن يجعل بأسهم بينهم ولم يذكرها المصنف، فلعلّها سقطت من الناسخ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام