ولا تجعلوا قبري عيداً [1] ،
(1) قوله: «ولا تجعلوا قبري عيداً» وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة، وفيه: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع أن زيارته من أفضل الأعمال، ونهيه عن الإكثار من الزيارة وتعليله ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بَعُد فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب، وكونه تعرض عليه في البرزخ أعمال أمته في الصلاة والسلام عليه. قاله المصنف رحمه الله.
قال شيخ الإسلام [الاقتضاء 1/ 441] : «العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة أو بعود الأسبوع أو الشهر ونحو ذلك» . وقال ابن القيم [إغاثة اللهفان 1/ 209] : «العيد ما يعتاد مجيئه وقصده من زمان ومكان مأخوذ من المعاودة والاعتياد، فإذا كان اسماً للمكان فهو الذي يقصد فيه الاجتماع، وانتيابه للعبادة أو لغيرها كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة والمشاعر جعلها الله عيداً للحنفاء ومثابة كما جعل أيام العيد فيها عيداً، وكان للمشركين أعياد زمانية ومكانية فلما جاء الله بالإسلام أبطلها وعوض الحنفاء منها عيد الفطر وعيد النحر وأيام منى، كما عوّضهم عن أعياد المشركين المكانية بالكعبة ومنى ومزدلفة وعرفة والمشاعر» .