وصلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلُغني حيث كنتم [1] ». رواه أبوداود بإسناد حسن، ورواته ثقات.
وعن عليّ بن الحسين [2]
(1) وقوله: «وصلُّوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» يشير على أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم، فلا حاجة لكم إلى اتخاذه عيداً. قاله شيخ الإسلام رحمه الله [الاقتضاء 2/ 657] . وهذا الحديث رواه أبوداود وغيره من حديث عبدالله بن نافع الصائغ. قال: أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره. «ورواته ثقات» مشاهير لكن عبدالله بن نافع قال فيه أبوحاتم: ليس بالحافظ، تعرف وتنكر. وقال ابن معين: هو ثقة. وقال أبوزرعة: لا بأس به. قال شيخ الإسلام [الاقتضاء 2/ 654] : «ومثل هذا إذا كان لحديثه شواهد عُلم أنه محفوظ، وهذا له شواهد متعددة» . وقال الحافظ محمد بن
(2) عبدالهادي [الصارم المنكي (414) ] : «هو حديث حسن جيد الإسناد، وله شواهد يُرتقى بها إلى درجة الصحة» .
قوله: «وعن علي بن الحسين» بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين، أفضل التابعين من أهل بيته وأعلمهم - رضي الله عنه -، مات سنة ثلاث وتسعين على الصحيح، وأبوه الحسين سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وريحانته، حفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - واستشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وله ست وخمسون سنة، - رضي الله عنه -، «أنه» أي علي بن الحسين «رأى رجلاً يجي إلى فرجة كانت عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: ألا أحدِّثكم حديثاً سمعته من أبي» الحسين «عن جدي» علي بن أبي طالب «عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً، وصلُّوا عليَّ فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم. رواه في المختارة» * هذا الحديث رواه أبويعلى والقاضي إسماعيل والحافظ الضياء في المختارة. قال شيخ الإسلام [الاقتضاء 2/ 660] : «فانظر إلى هذه السُّنّة كيف مخرجها من أهل المدينة وأهل البيت، الذي لهم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرب النسب وقرب الدار لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم وكانوا لها أضبط» .