الشفاعة فبيَّنَ أنها لا تنفع إلا لمن أذِنَ له الرب كما قال تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يأتي
فيسجد لربه ويحمده - لا يبدأ بالشفاعة أولاً -، ثم يُقال له: «ارفع رأسك، وقل يُسمع، وسلْ تُعط، واشفع تُشفع» .
وقال له أبوهريرة [1] : من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: «من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه» . فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله [2] .
وحقيقتها: أن الله سبحانه هو الذي يتفضّل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أُذن له أن يشفع ليُكرمه وينال المقام المحمود.
(1) قوله: «وقال له أبوهريرة - رضي الله عنه: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: «من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه» *. وهذا الحديث رواه البخاري والنسائي عن أبي هريرة، ورواه الإمام أحمد وصححه ابن حبان.
وفيه: «وشفاعتي لمن قال: لا إله إلا الله مخلصاً يصدق قلبه لسانه، ولسانه قلبه» . وشاهده: ما رواه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لكل نبيٍّ دعوةٌ مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة - إن شاء الله - من مات لا يشرك بالله شيئاً» **.
(2) قوله: «قال شيخ الإسلام: فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله. وحقيقتها: أن الله سبحانه هو الذي يتفضّل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذِن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود» .