[الزمر:44] .
وقوله: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [1] [البقرة:255] .
(1) وقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ} قال ابن جرير: نزلت لما قال الكفار: ما نعبد أوثاننا هذه إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فقال تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِه} .
* والإذن نوعان:
إذن بمعنى المشيئة والخلق. وإذن بمعنى الإباحة والإجازة.
* فمن الأول: قوله في السحر {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} أي بمشيئته وقدره وإلا فهو لم يبحْ السحر، وكذا قوله {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} [آل عمران:166] من القتل والجراح والتمثيل والهزمية فبإذن الله، فهو خالق أفعال الكفار والمؤمنين.
* والنوع الثاني: قوله {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ} [الأحزاب:45 - 46] ، وقوله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} [الحشر: 5] فإن هذا يتضمن إباحته لذلك وإجازته ورفع الحرج عن فاعله مع كونه بمشيئته وقضائه، فقوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ} هو هذا الإذن الكائن بقدره وشرعه، ولم يرد بمجرد المشيئة والقدر. انتهى ملخصاً من كلام شيخ الإسلام رحمه الله.