فهرس الكتاب
الصفحة 114 من 358

ومسترق السمع هكذا [1] بعضه فوقَ بعض - وصفه سفيان بكفِّه فحرَّفها [2] وبدَّد [3] بينَ أصابعه - فيسمع الكلمة فيُلقيها إلى من تحته [4] ، ثم يلقيها الآخرُ إلى من تحته حتى يُلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يُلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه [5] ،

(1) في السماء الدنيا بل سماعهم منها دل عليه دليل آخر، وقد قال تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [الحجر:17 - 18] ، وقال: {إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات: 10] ، وقال تعالى إخباراً عنهم: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} [الجن: 8،9] ، والشهب إنما يُرمى بها من السماء لا من السحاب، فالحق أن يقال إنهم كما يسمعون من ملائكة السماء، فكذلك يسمعون من ملائكة السحاب، ولا تنافي بين الأمرين». انتهى.

قوله: «ومسترق السمع هكذا .. وصفه سفيان بكفه» أي وصف ركوب بعضهم فوق بعض، وسفيان: هو ابن عيينة الهلالي، أبومحمد الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ فقيه إمام حجة، إلا أنه تغير حفظه بآخرة وربما دلّس لكن عن الثقات، مات سنة ثمان وتسعين ومائة وله إحدى وتسعون سنة.

(2) قوله: «فحرَّفها» بحاء مهملة وراء مشددة وفاء.

(3) قوله: «وبدَّد» أي فرَّق بين أصابعه.

(4) قوله: «فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته» أي يلقي الشيطان الفوقاني المستمع الكلمة التي سمعها إلى الشيطان الذي تحته وهكذا «حتى يلقيها آخرهم على لسان الساحر أو الكاهن» .

(5) قوله: «فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه» والشهاب النجم الذي يُرمى به مسترق السمع، وهو لا يقتله لما روى ابن جرير عن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام