حَتَّى إِذَا فُزِّع عَنْ
قُلُوبِهِمْ [1] قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ [2] قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [3] فيسمعها مسترق السَّمع [4] ،
(1) وعند ابن مردويه من حديث ابن عباس: «فلا ينزل على أهل سماء إلا صُعقوا» * وعند أبي داود وغيره مرفوعاً: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيُصعقون» **.
قوله: « {حتى إذا فزع عن قلوبهم} " أي زال عنها الفزع قال ابن عباس وغيره.
(2) قوله: « {قالوا ماذا قال ربكم} " ولم يقولوا: ماذا خلق ربكم؟. أي: قال الملائكة بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ ولو كان كلام الله مخلوقاً لقالوا: ماذا خلق ربكم؟.
(3) وقوله: {قالوا الحق وهو العلي الكبير} أي قالوا: قال الله الحق، علموا أن الله لا يقول إلا حقاً.
(4) قوله: «فيسمعها مسترق السمع» أي يسمع الكلمة التي قضاها الله وسمعتها الملائكة وتحدثوا بها، ومسترق السمع هم الشياطين. وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: «إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قُضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع فتسمعه، فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم» ***. فظاهر هذا أنهم لا يسمعون كلام الملائكة الذين في السماء الدنيا وإنما يسمعون كلام الملائكة الذين في السحاب. قاله في «الشرح» قال في «إبطال التنديد» : وليس كما قال، فإن هذا الحديث إنما دلَّ على أنهم يسمعون من الذين في السحاب، وسماعهم منهم لا ينفي سماعهم من الذين
* أخرجه ابن مردويه كما في فتح الباري (8/ 538) .
** تقدم تخريجه.
*** أخرجه البخاري (3210، 3288، 5762) .
(ص/222) .
(ص/108) .