[سبأ: 23] .
في الصحيح [1] عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قضى
اللهُ الأمرَ في السماء ضَرَبتِ الملائكةُ [2] بأجنحتها خَضَعاناً لقوله، كأنه سلسلةٌ على صفوان [3] ينفُذُهم ذلك [4] :
(1) الثالث: قوله: {وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} ، والظهير: المعين، فليس له معين من خلقه بل هو الذي يعينهم على ما ينفعهم لكمال غناه عنهم وفقرهم إليه فيما قلَّ أو كثر من أمور دنياهم وأخراهم.
الرابع: قوله: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وفيه معرفة تفسير الآية وما فيها من الحجة على إبطال الشرك خصوصاً ما تعلق على الصالحين وهي الآية التي قيل إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب. قاله المصنف رحمه الله تعالى.
قوله: «في الصحيح» أي صحيح البخاري، «عن أبي هريرة» - رضي الله عنه - «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء» * أي إذا تكلم بأمره الذي قضاه في السماء مما يكون.
(2) قوله: «ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً» - بفتحتين - من الخضوع، وفي رواية «خُضعاناً» بضم أوله وسكون ثانيه مصدر أي: خاضعين «لقوله» عز وجل.
(3) قوله: «كأنه سلسلة على صفوان» وهو الحجر الأملس، وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان .. » ** الحديث.
(4) قوله: «ينفذهم ذلك» بفتح التحتية وسكون النون وضم الفاء والذال المعجمة، أي يمضي كلام الله الذي تكلم به وينفذ قلوب الملائكة حتى يفزعوا من ذلك،
* أخرجه البخاري (4701) (4800) (7481) ، والترمذي (3221) ، وابن ماجه (182) .
** أخرجه أبوداود (4738) ، والبخاري تعليقاً (13/ 452 الفتح) ، وابن خزيمة في كتاب التوحيد رقم (207 - 211) ، والبيهقي (201) ، والحديث صححه الألباني في الصحيحة (1293) .