فهرس الكتاب
الصفحة 109 من 358

بن أُميَّة وسُهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ} .

وفيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُنزِل عليه {وأنذر عشيرتك الأقربين} [1]

(1) وقوله: «وفي الصحيح» أي صحيح البخاري «عن أبي هريرة - رضي الله عنه -» واختلف في اسمه على أكثر من ثلاثين قولاً، وصحَّح النووي أن اسمه عبدالرحمن بن صخر كما رواه الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة قال: «كان يسمى في الجاهلية عبد شمس بن صخر فسُمّيت في الإسلام عبدالرحمن» . وروى الدولابي بإسناده عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمَّاه عبدالله وهو دوسي من فضلاء الصحابة وحفاظهم - رضي الله عنه -، حفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر مما حفظ غيره، مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة، ولما حصل الخلاف بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - كان مقيماً في جبل مطل على الفريقين فإذا جاءت الصلاة نزل فصلى مع علي، وإذا جاء وقت الأكل نزل فأكل مع معاوية، فقيل له في ذلك فقال: الصلاة وراء علي أتم، وحفنة معاوية أدسم، ورأس الجبل لأبي هريرة أسلم.

قوله: «قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أُنزل عليه {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، والإنذار هو الإعلام بأسباب المخافة والتحذير منها، وهذه نذارة خاصة أمر فيها بإنذار عشيرته الأقربين، وعشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون أو قبيلته، والأقربون: الأقرب فالأقرب، فأنذر بطون قريش وأنذر عمه وعمته وابنته وهم أقرب الناس إليه فعمَّ وخصَّ، وأخبرهم أنه لا يغني عنهم من الله شيئاً إذا لم يؤمنوا به ويقبلوا ما جاء به من التوحيد و ترك الشرك.

وأما النذارة العامة ففي قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19] ، وقوله: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} [يونس: 2] وغيرها من الآيات.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام