في الركعة الأخيرة من الفجر «اللهم العن فلاناً وفلاناً» بعدما يقول: «سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد» ، فأنزل الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ} .
وفي رواية: يدعو على صفوان [1]
(1) وفيه: التصريح بأن الإمام يجمع بين التسميع والتحميد، وهو قول الشافعي وأحمد، وخالفه في ذلك مالك وأبوحنيفة وقالا: يقتصر على «سمع الله لمن حمده» .
قوله: «وفي رواية: يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، الحارث بن هشام» عيَّنهم - صلى الله عليه وسلم - لأنهم من أشد الناس عداوة له، وهم السبب في غالب ما جرى عليه - صلى الله عليه وسلم - وعلى أصحابه، هم وأبوسفيان، ومع ذلك ما أُجيب فيهم بل أنزل الله عليه: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] فتاب عليهم فآمنوا، فدلَّ هذا على أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يملك لأحدٍ ضراً ولا نفعاً كما قال تعالى: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ} [الجن: 21 - 23] بل لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلاً عن غيره كما قال تعالى: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 188] .
وفيه: قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمِّنُون في الصلاة، وأن المدعو عليهم كفَّار، وأنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار منها شجّهم نبيهم وحرصهم على قتله، ومنها التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم، فأنزل الله عليهم في ذلك: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} فتاب عليهم فآمنوا، والقنوت في النوازل وتسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم ولعنة المعين في القنوت. قاله المصنف رحمه الله.