فهرس الكتاب
الصفحة 107 من 358

وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما [1] أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول

إذا رفع رأسه من الركوع [2]

(1) قوله: «وفيه أيضاً» أي الصحيح «عن ابن عمر» بن الخطاب رضي الله عنهما، صحابي جليل شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاح، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها أو في أول التي تليها.

(2) قوله: «أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر «اللهم العن فلاناً وفلاناً» بعد ما يقول «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد» * قال أبوالسعادات [النهاية4/ 220] : «أصل اللعن الطرد والإبعاد من الله، ومن الخلق السَّبُّ والدعاء» .

وقوله: «فلاناً وفلاناً» يعني صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام كما بيَّنه في الرواية الآتية.

وفيه: جواز الدعاء على المشركين بأعيانهم في الصلاة، وأنّ ذلك لا يضر في الصلاة.

قوله: «بعد ما يقول «سمع الله لمن حمده» قال أبوالسعادات [النهاية 2/ 361] : «أي أجاب حَمْدَه وتقبَّلَه» . قال السهيلي: «مفعول سمع محذوف؛ لأن السمع متعلق بالأقوال والأصوات دون غيرها، فاللام تؤذن بمعنى زائد وهو الاستجابة للسمع فاجتمع في الكلمة الإيجاز والدلالة على الزائد وهو الاستجابة لمن حمده» .

وقال ابن القيم ما معناه: «عدَّى سمع الله لمن حمده باللام المتضمنة معنى استجاب له ولا حذف هناك، وإنما هو مضمن قوله «ربنا ولك الحمد» في بعض روايات البخاري بإسقاط الواو».

قال ابن دقيق العيد: «كان إثباتها دال على معنى زائد لأنه يكون التقدير: ربنا استجب ولك الحمد، فيشتمل على معنى الدعاء ومعنى الخير» . قال شيخ الإسلام [الفتاوى 14/ 312] : «والحمد ضد الذم، والحمد يكون على محاسن المحمود مع المحبة له، كما أن الذم يكون على مساوئه مع البغض له» .

* أخرجه البخاري (4069) و (4070، 4559، 7346) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام