فهرس الكتاب
الصفحة 106 من 358

عن أنس قال: شُجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ أُحُدٍ وكُسِرتْ

رُباعيتُه فقال: «كيف يفلح قومٌ شَجُّوا نبيَّهم [1] ؟» فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ} [2] [آل عمران: 128] .

(1) ينطحه حتى قطَّعه قطعةً قطعة.

قال القرطبي: «الرَّباعيَة - بفتح الراء وتخفيف الياء: كل سِن بعد ثنية» . قال النووي: «وللإنسان أربع رباعيات» . قال الحافظ ابن حجر: «والمراد أنها كسرت فذهب منها فلقة ولم تقلع من أصلها» . قال النووي: «وفي هذا وقوع الأسقام والابتلاء بالأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - لينالوا بذلك جزيل الأجر والثواب، ولتعرف الأمم ما أصابهم ويأتسوا بهم. قال القرطبي «وليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقن أنهم مخلوقون مربوبون ولا يفتتن بما ظهر على أيديهم من المعجزات ويلَبِّس الشيطان من أمرهم ما لبَّسه على النصارى وغيرهم". انتهى. يعني: من الغلو، والعبادة. قاله في «فتح المجيد» *.

قوله «يوم أُحُد» : هو جبل شرقي المدينة، قال - صلى الله عليه وسلم: «أُحُد جبلٌ يحبنا ونحبه» **. وكانت عنده الوقعة المشهورة فأُضيفت إليه.

قوله: «فقال: كيف يُفلح قومٌ شجُّوا نبيَّهم» زاد مسلم: «وكسروا رباعيته، وأدموا وجهه» .

(2) قوله: «فأنزل الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ} . قال ابن عطية: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لحقه في تلك الحال يأسٌ من فلاح كفار قريش، فقيل له بسبب ذلك {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ} أي عواقب الأمور بيد الله، فامضِ أنت لشأنك ودُمْ على طاعة ربك» . قال ابن إسحاق: «أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم» .

** أخرجه البخاري (1482) ، ومسلم (1392) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام