فهرس الكتاب
الصفحة 105 من 358

الآية [فاطر: 13] .

وفي الصحيح [1]

(1) وسماع الدعاء وإجابة الداعي، فمن لم تُوجد فيه هذه الشروط بطلت دعوته وعبادته.

ثم قال: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} أي: يجحدون عبادتكم إياهم وينكرونها، كما قال تعالى: {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ * فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} [يونس: 28 - 29] . وهذه الآية نصٌّ في أنَّ دعاء غير الله شرك، {ولا ينبئك مثل خبير} أي: لا يخبرك بعواقب الأمور ومآلها وما تصير إليه مثل خبير. قال قتادة: يعني نفسه تبارك وتعالى.

وفيه: معرفة تفسير الآيتين. قاله المصنف رحمه الله تعالى.

قوله: «وفي الصحيح» أي: الصحيحين علَّقه البخاري عن حميد عن أنس، ووصله أحمد والترمذي والشافعي عن حميد «عن أنس بن مالك» خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه -. «قال: شُجَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُد وكُسِرت رُباعيّته» * قال أبوالسعادات [النهاية 2/ 399] : «الشَّج في الرأس خاصة في الأصل، وهو أن يضربه بشيء فيجرحه فيه ويشقه، ثم استُعمل في غيره من الأعضاء» ، وذكر ابن هشام من حديث أبي سعيد الخدري أن عتبة بن أبي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي - صلى الله عليه وسلم - السفلى، وأن عبدالله بن شهاب الزهري هو الذي شجَّه في جبهته، وأن عبدالله بن قمئة جرحه في وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، وأن مالك بن سِنان مصَّ الدم من وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ازدرده فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له: «لن َتمسَّكَ النارُ» **.

وروى الطبراني من حديث أبي أمامة قال: رمى عبدالله بن قمئة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُد فشجَّ وجهه وكسر رباعيته فقال: خذها وأنا ابن قمئة.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ما لك أقمأك الله» ***. فسلَّط الله عليه تيس الجبل فلم يزلْ

* علَّقه البخاري في صحيحه (7/ 365) ، ووصله مسلم (1791) عن أنس - رضي الله عنه -.

** أخرجه البيهقي في «الدلائل» (3/ 266) . وانظر: سيرة ابن هشام (3/ 28) ، ومغازي الواقدي (1/ 244) .

*** أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 154) رقم (7596) وهو ضعيف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام