فهرس الكتاب
الصفحة 84 من 683

"كما يشير هذا الاقتران إلى معنى بديع: وهو أن الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا إنما يكون بأعوانهم وجندهم وعُددهم، والله تعالى يقهر كل الخلق وهو واحد أحد فرد صمد مستغن عن الظهير والمعين. فاقتران الاسمين يشير إلى كماله سبحانه في تفرده وكماله في قهره" (1) 2).

أما اسمه سبحانه (الأحد) فقد جاء في سورة الإخلاص مع اسمه سبحانه (الصمد) فقال سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) } [الإخلاص: 1، 2] كما جاء أيضًا مقترنًا (بالصمد) في السنة الصحيحة: (اللَّهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد ..."الحديث(2) 3)."

(والصمد) : هو الذي تقصده وحده الخلائق كلها وتصمد إليه في حاجاتها، وأحوالها، وضروراتها لما له سبحانه من الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله (3) 4). وهذا يفسر اقتران اسمه سبحانه (الصمد) باسمه سبحانه (الأحد) لأن من معاني (الأحد) الكامل المطلق المتفرد في ذاته وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وربوبيته، وإلهيته، ولا يصدق اسم (الصمد) إلا على من هذه صفاته (الواحد الأحد) سبحانه وتعالى.

من آثار الإيمان بهذين الاسمين الكريمين:

(1) انظر مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام د. نجلاء كردي ص 492.

(2) سبق تخريجه ص 76.

(3) انظر تفسير السعدي 5/ 416.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام