فهرس الكتاب
الصفحة 671 من 683

ولا يخلو الرجل إما أن يكون مجتهدًا مصيبًا، أو مخطئًا، أو مذنبًا، فالأول: مشكور، والثاني: أجره على الاجتهاد؛ فمعفو عنه، مغفور له، والثالث: يغفر الله لنا وله ولسائر المؤمنين، فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل كقول القائل: فلان كان سبب هذه القضية، فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل مثل هذا يعود على قائله بالملام، إلا أن يكون له من حسنة، وممن يغفر الله له إن شاء، وقد عفا الله عما سلف ..."إلى أن قال - رحمه الله - في الرسالة نفسها:"فلا أحب أن ينتصر من أحد بسبب كذبه علي، أو ظلمه وعدوانه، فإني قد أحللت كل مسلم، وأنا أحب الخير لكل المسلمين، وأريد لكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي، والذين كذبوا وظلموا منهم في حل من جهتي" (1) ."

ثاني عشر: الأسماء التي تبعث على الشجاعة في الحق والاستهانة بالباطل:

إن تعظيم الله - عز وجل - والخوف منه وحده، وشهود قهره وعلوه وإحاطته ومراقبته وعزته وقوته وربوبيته، وولايته، ونصره، ووعده ووعيده كل ذلك يثمر في القلب الشجاعة والثبات على الحق والنصيحة في سبيل الله - عز وجل - والاستهانة بالباطل وأهله، لأنهم في قبضة الله - عز وجل - وتحت قهره وملكه وسلطانه.

ومن الأسماء الحسنى التي تثمر هذه الصفات: (الملك، الحق، المبين، الحي، القاهر، القهار، المحيط، العليم، الخبير، النصير، الولي، الحكيم، الوكيل، الحميد، القوي، العزيز، القادر، السيد، السميع، البصير، العظيم، الكبير، العالي، المتعال، الظاهر، الباطن) .

(1) مجموع الفتاوى 28/ 51 - 57 (باختصار) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام