قال الله - عز وجل: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) } [آل عمران: 175] ، وقال سبحانه: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) } [آل عمران: 120] ، وقال عن نبية هود - عليه الصلاة والسلام - في تحديه لقومه وهو وحيد وهم كثير وعتاة جبابرة: قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) [هود: 54 - 56] .
نماذج من أحوال السلف - رحمهم الله تعالى - تظهر فيها آثار هذه الأسماء في ثباتهم على الحق واستهانتهم بالباطل:
1 -وقال الذهبي في ترجمة الإمام قاضي مدينة بَرقة، محمد بن الحَبَلي:"أتاه أميرُ بَرْقَة، فقال: غدًا العيد، قال: حَتَّى نرى الهِلال، ولا أفطر النَّاس، وأتقلَّد إثمَهم، فقالَ: بهذا جاء كتابُ المَنصور - وكان هذا من رأي العبيدية يفطْرون بالحساب، ولا يعتبرون رؤية - فلم يُر هلال، فأصبح الأميرُ بالطُبولِ والبنود وأهبة العيد. فقال القاضي: لا أخرج ولا أصلّي، فأمر الأميرُ رجلاً خَطَبَ، وكَتَبَ بما جرى إلى المنصور، فَطَلَبَ القاضي إليه، فأحضِر، فقال له: تَنَصَّلْ، وأعفو عنك، فامتنعَ، فأمر، فعُلق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث العطشَ، فلم يُسق. فصلبوه على خشبة فلعنة الله على الظالمين" (1) .
(1) سير أعلام النبلاء 15/ 374.