فهرس الكتاب
الصفحة 638 من 683

وجواب آخر: وهو أن نِعَم الله ظاهرةٌ، فَحَمْلُ الخبر على هذا يُسقط فائِدة التخصيص بالجمال" (1) ."

ثانيًا: محبته سبحانه وتعالى لما له من كمال الجمال في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وما يرى من جمال في خلق الله - عز وجل - هو من جماله سبحانه فحقيق بمن هذا وصفه أن يحب لذاته فليس في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله صفة نقص وذم، بل هي جميلة وحسنى وطيبة وخير كلها.

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"الله سبحانه تعرف إلى عباده من أسمائه وصفاته وأفعاله بما يُوجب محبَّتهم له، فإن القلوب مفطورةٌ على محبَّة الكمال؛ ومن قام به، والله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق من كلِّ وجهٍ؛ الذي لا نقص فيه بوجهِ ما."

وهو سبحانه (الجميل) ؛ الذي لا أجمل منه، بل لو كان جمال الخلق كلِّهم على رجلٍ واحدٍ منهم؛ وكانوا جميعهم بذلك الجمال: لما كان لجمالهم قطُّ نسبة إلى جمال الله؛ بل كانت النسبة أقلَّ من نسبة سراجٍ ضعيف إلى حذاء جرم الشمس: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [النحل: 60] .

ومن أسمائه الحسنى: (الجميل) ، ومن أحقُّ بالجمال ممَّنْ كُلُّ جمالٍ في الوجود فهو من آثار صنعه؟ فله جمال الذات؛ وجمال الأوصاف؛ وجمال الأفعال؛ وجمال الأسماء، فأسماؤه كلُّها حسنى؛ وصفاته كلُّها كمالٌ؛ وأفعاله كلُّها جميلهٌ.

فلا يستطيع بشرٌ النظرَ إلى جلاله وجماله في هذه الدار، فإذا رأوه سبحانه في جنات عدن: أنْسَتْهُم رؤيته ما هم فيه من النعيم، فلا يلتفتون حينئذٍ إلى شيءٍ غيره" (2) ."

(1) إبطال التأويلات لأخبار الصفات 2/ 465، 466، نقلاً عن النهج الأسمى للنجدي 3/ 38.

(2) روضة المحبيين ص 420 - 421.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام