فهرس الكتاب
الصفحة 625 من 683

وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ تصدَّق بعَدْل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - فإن الله يتقبَّلها بيمينه ثم يُربيها لصاحبها كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه، حتى تكون مثل الجبل) (1) .

فلا يقبل الله تعالى الصَّدقة بالحرام، لأنه تصرفٌ فيما لا يملك، فمن تصدَّق من ربا أو سرقة أو غلولٍ فإن الله تعالى لا يقبله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا تُقبلُ صلاةٌ بغير طُهور، ولا صدقةٌ من غُلُول) (2) .

وكذلك كل الأقوال والأعمال لا يقبل الله - عز وجل - منها إلا الطيب الصالح، قال - عز وجل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] .

ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"وهو (طيب) لا يصعد إليه إلا طيب، والكلم الطيب إليه يصعد فكانت الطيبات كلها له ومنه وإليه له ملكًا ووصفًا ومنه مجيئها وابتداؤها وإليه مصعدها ومنتهاها" (3) .

رابعًا: ومن آثار الإيمان باسمه سبحانه (الطيب) محبة من اختاره سبحانه لأن يكون طيبًا من مخلوقاته لأنه لا يختار ولا يختص من المخلوقات إلا أطيبها، ومن هو أهل للطيب والزكاء.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"إن الله سبحانه وتعالى اختار من كل جنس من أجناس المخلوقات أطيبه واختصه لنفسه وارتضاه دون غيره، فإنه تعالى طيب لا يحب إلا الطيب ولا يقبل من العمل والكلام والصدقة إلا الطيب، فالطيب من كل شيء هو مختاره تعالى" (4) .

(1) رواه البخاري في الزكاة (1410) ، وكذلك مسلم في الزكاة (1014) .

(2) رواه مسلم في الطهارة (224) .

(3) بدائع الفوائد 2/ 162.

(4) زاد المعاد 1/ 65.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام