وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: (والصلوات والطيبات) وذلك في دعاء التشهد:"وكذلك قوله: (والطيبات) هي صفة الموصوف المحذوف أي: الطيبات من الكلمات والأفعال والصفات والأسماء لله وحده، فهو طيب وأفعاله طيبة، وصفاته أطيب شيء، وأسماؤه أطيب الأسماء، واسمه (الطيب) ، ولا يصدر عنه إلا طيب، ولا يصعد إليه إلا طيب، ولا يقرب منه إلا طيب، وإليه يصعد الكلم الطيب وفعله طيب، والعمل الطيب يعرج إليه، فالطيبات كلها له ومضافة إليه وصادرة عنه ومنتهية إليه ... فإذا كان هو سبحانه الطيب على الإطلاق فالكلمات الطيبات، والأفعال الطيبات، والصفات الطيبات، والأسماء الطيبات كلها له سبحانه لا يستحقها أحد سواه، بل ما طاب شيء قط إلا بطيبته سبحانه فطيب كل ما سواه من آثار طيبته، ولا تصلح هذه التحية الطيبة إلا له" (1) .
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الطيب) :
أولاً: لما كان من معاني اسمه سبحانه (الطيب) : القدوس المنزه عن العيوب والنقائص، فإن ما ذكر من آثار الإيمان باسمه سبحانه (القدوس) ، (السبوح) يصلح أن يذكر هنا فليرجع إليه.
ثانيًا: محبة الله سبحانه لصفاته وأسمائه الطيبة الجليلة الكريمة، وحمده عليها وإجلاله وتعظيمه، والثناء عليه بها.
ثالثًا: ومن آثار اسمه سبحانه (الطيب) ما جاء في الحديث نفسه من أنه سبحانه طيب لا يقبل إلا طيبًا، ولا ينبغي أن يتقرب إليه العبد إلا بالطيب من الأقوال والأعمال المنبعثة من المقاصد الطيبة، قال - عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) } [البقرة: 267] .
(1) الصلاة وحكم تاركها ص 214، 215.