فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 683

وقال الراغب:"و (الربّ) في الأصل التربية، وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حدّ التمام، يقال: ربّه ورباه، وربَّبه، وقيل: لأن يربني رجل من قريش أحب إليَّ من أن يربني رجل من هوازن. ولا يقال (الرب) مطلقًا إلا لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات، نحو قوله: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) } [سبأ: 15] ، وبالإضافة يقال له ولغيره، نحو قولهم: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] ، {رَبَّكُمْ وَرَبَّ مNن 3 ح! $ t/#u ن الْأَوَّلِينَ (126) } "

[الصافات: 16] .

ويقال: ربّ الفَرَس، وربّ الدار، وعلى ذلك قال الله تعالى: اذْكُرْنِي {عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} [يوسف: 42] ، وقوله: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} [يوسف: 50] (1) 1).

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى:" (والرب) هو المالك المتصرف ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح. وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى" (2) 2).

ويبين الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - معنى قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيقول:"قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} : ربوبيته للعالم تتضمَّن تصرفه فيه، وتدبيره له، ونفاذ أمره كلَّ وقتٍ فيه، وكونه معه كلَّ ساعةٍ في شأنٍ، يخلق ويرزق؛ ويُميت ويُحيي؛ ويخفض ويرفع؛ ويُعطي ويمنع؛ ويُعِزُّ ويُذٍلُّ، ويُصرِّف الأمور بمشيئته وإرادته، وإنكار ذلك إنكارٌ لربوبيته وإلهيته وملكه" (3) 1).

(1) المفردات للراغب ص 184.

(2) تفسير ابن كثير 1/ 23.

(3) الصواعق المرسلة 4/ 1223.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام