وقال في اللسان:"وقال الأزهري: وأما حق الله جل ذكره بالسيد فمعناه أنه مالك الخلق. والخلق كلهم عبيده" (1) .
وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:
"وهو الإله السيد الصمد الذي صمدت إليه الخلق بالإذعان"
الكامل الأوصاف من كل الوجوه كماله ما فيه من نقصان" (2) "
ويقول أيضًا:"ولا ينافي هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم) (3) . فإن هذا إخبارٌ منه عما أعطاه الله من سيادة النوع الإنساني؛ وفضَّله وشرَّفه عليهم."
وأما وصف الربِّ تعالى بأنه (السيد) : فذلك وصفٌ لربه على الإطلاق، فإنَّ سيِّد الخلق: هو مالك أمرهم الذي إليه يرجعون؛ وبأمره، يعملون؛ وعن قوله يصدرون، فإذا كانت الملائكة والإنس والجن خلقًا له سبحانه وتعالى ومِلْكًا له، ليس لهم غنى عنه طرفة عين، وكلُّ رغباتهم إليه، وكلُّ حوائجهم إليه: كان هو سبحانه وتعالى (السيد) على الحقيقة" (4) ."
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (السيد) :
أولاً: لما كان من معاني (السيد) ما يطلق على الرب المالك والمتصرف في شؤون الخلق كان من آثار ذلك وثمراته، ولا بد محبة الله - عز وجل - وتوحيده وإجلاله وتعظيمه، وصرف جميع أنواع العبادة له وحده لا شريك له.
ثانيًا: أن الإنسان مهما بلغ من السؤدد في هذه الدنيا فهو سؤدد ناقص زائل، وهذا الشعور يثمر التواضع في قلب المسوَّد، وعدم استخدام سيادته في ظلم الناس والتكبر عليهم؛ لأن السؤود الحقيقي السرمدي لله عز وجل.
(1) لسان العرب 3/ 2144، 2145، وانظر الصحاح 2/ 490.
(2) النونية 2/ 231.
(3) أحمد 3/ 2، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1468) .
(4) تحفة المولود ص 109.