فهرس الكتاب
الصفحة 600 من 683

أولاً: الخوف من الله سبحانه وتعالى، واجتناب ما يسخطه قبل يوم الحساب، يوم الجزاء والفصل والقضاء، اليوم الذي قال الله- عز وجل - عنه: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) } [الأنبياء:47] ، اليوم الذي يحكم الله - عز وجل - فيه بحكمه بين الناس ويقتص فيه للمظلوم من الظالم كما في قول سبحانه: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) } [إبراهيم: 42] ، وقوله - عز وجل: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31) } [الزمر:30، 31] .

ولما نزلت هذه الآية قال الزبير بن العوام - رضي الله عنه:"يا رسول الله أتكرر علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا قال: نعم قال: إن الأمر إذًا شديد" (1) .

إذًا فاجتناب مظالم العباد من ثمرات الإيمان باسمه سبحانه (الديان) الذي يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، ولا يستطيع أحد أن يخرج عن طاعته وحكمه وقهره.

(1) الترمذي في التفسير من سورة الزمر وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2584) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام