فهرس الكتاب
الصفحة 588 من 683

كما قرَّر - رحمه الله تعالى - معنى هذا الاسم؛ وبيَّن أنَّ الله تعالى هو الجواد لذاته بقوله:"إنه يُحِبُّ الإحسان والجود والعطاء والبِرَّ، وإن الفضل كلَّه بيده؛ والخير كلَّه منه؛ والجود كلَّه له. وأحبُّ ما إليه: أن يجود على عباده ويُوسِعهم فضلاً، ويغمرهم إحسانًا وجودًا، ويتم عليهم نعمته، ويضاعف لديهم منته، ويتعرف إليهم بأوصافه وأسمائه، ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه، فهو الجواد لذاته، وجود كل جواد خلقه الله، ويخلقه أبدًا أقل من ذرة بالقياس إلى جوده. فليس الجواد على الإطلاق إلا هو، وجود كل جواد فَمِنْ جوده. ومحبته للجود والإعطاء والإحسان، والبر والإنعام والإفضال فوق ما يخطر ببال الخلق، أو يدور في أوهامهم."

... ولو أن أهل سماواته وأرضه، وأول خلقه وآخرهم، وإنسهم وجنهم، ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحد فسألوه فأعطى كل واحد ما سأله: ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة.

وهو الجواد لذاته، كما أنه الحي لذاته، العليم لذاته، السميع البصير لذاته. فجوده العالي من لوازم ذاته، والعفو أحب إليه من الانتقام، والرحمة أحب إليه من العقوبة، والفضل أحب إليه من العدل، والعطاء أحب إليه من المنع.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام