فهرس الكتاب
الصفحة 587 من 683

وروى الترمذي عن أبي ذر الحديث القدسي الطويل والذي مطلعه: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ... ) وزاد الترمذي فيه: (ذلك بأني جودا ماجد أفعل ما أريد ... ) الحديث (1) .

المعنى اللغوي:

قال في اللسان:"الجيد نقيض الرديء ... ورجل جواد: سخي والجمع: أجواد، وجاودت فلانًا فجدته أي: غلبته بالجود .. وجاد الرجل بماله يجود جُودًا بالضم فهو جواد" (2) .

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:"وقال أهل العلم: الجواد في كلام العرب معناه: الكثير العطاء؛ يقال: منه جاد الرجل يجود جودًا فهو جواد. قال أبو عمر بن العلاء: الجواد: الكريم ... وتسمية الرب سبحانه وتعالى جوادًا، وإن كان قد قيل هو بمعنى كونه كريمًا فالاسم الكريم يتناول معاني الجود، فإن فيه معنى الشرف والسؤدد ومعنى الحلم وفيه معنى الإحسان" (3) .

المعنى في حق الله تعالى:

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

"وهو الجواد فجوده عم الوجود جميعه بالفضل والإحسان"

وهو الجواد فلا يُخيِّب سائلاً ولو أنه من أمة الكفران" (4) "

وتحدث - رحمه الله تعالى - عن آثار جوده سبحانه فقال:"إن الربَّ: هو القادر الخالق البارئ المصور؛ الحي القيوم؛ العليم السميع البصير؛ المحسن المنعم (الجواد) ؛ المعطي المانع؛ الضار النافع؛ المقدم المؤخر الذي يُضلُّ من يشاء ويهدي من يشاء؛ ويُسعد من يشاء ويُشقي؛ ويُعِزُّ من يشاء ويُذِلُّ من يشاء؛ إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى" (5) .

(1) هذه الزيادة حسنها الترمذي (2495) ، وضعفها الألباني في ضعيف الترمذي (447) .

(2) لسان العرب 1/ 720.

(3) بيان تلبيس الجهمية 1/ 196.

(4) نونية ابن القيم الأبيات (3293) (3294) .

(5) بدائع الفوائد 2/ 212.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام