فهرس الكتاب
الصفحة 565 من 683

.. والباسط الفاعل من بسط يََبسط فهو باسط، فالله - عز وجل - كما ذكرنا باسط رزق مَن أراد من عباده أن يوسع عليه، ومقتر على من أراد، كما يَرى في ذلك من المصلحة لهم، وهو كما قال عز وجل: {* وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} [الشورى: 27] ...

والباسط أيضًا: باسطُ الشيء الذي ليس بمفروش يَبسطه ويفرشه، كما بَسَطَ الأرضَ للأنَام، وبثَّ فيها أقواتهم" (1) ."

من آثار الإيمان بهذين الاسمين الكريمين:

"من الأدب في هذين الاسمين الكريمين أن يذكرا معًا؛ لأن تمام القدرة والحكمة بذكرهما معًا ألا ترى أنك إذا قلت: إلى فلان قبض أمري وبسطه دلا بمجموعهما أنك تريد أن جميع أمرك إليه، وتقول: ليس إليك من أمري بسط ولا قبض، ولا حل ولا عقد أراد ليس إليك منه شيء ..." (2) .

ويقول الخطابي:"وإذا ذكرت القابض مفردًا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت بالصفة على المنع والحرمان، وإذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين منبئًا عن وجه الحكمة فيها" (3) . فالله سبحانه وتعالى يقبض ويبسط بعلمه وحكمته، وقدرته وقهره، والكمال في اقتران هذين الاسمين الكريمين.

ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين الكريمين مقترنين ما يلي:

أولاً: محبة الله - عز وجل - الذي بيده البسط والسعة، وبيده القبض والتضيق، وهو العليم الحكيم، وهذا يثمر المحبة لله تعالى والأنس به، وفي نفس الوقت يثمر الخوف منه سبحانه وإجلاله وتعظيمه، وهذا كله يثمر تجريد التوحيد له سبحانه والصدق والإخلاص في عبادته لا شريك له؛ لأنه لا أحد من خلقه يملك البسط والقبض في كل شيء.

(1) اشتقاق الأسماء ص 97 - 99 (باختصار) .

(2) انظر تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج ص 40.

(3) شأن الدعاء ص 58.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام