فهرس الكتاب
الصفحة 547 من 683

"وهو الغني بذاته فغناه ذا تي له كالجود والإحسان" (1)

وقال أيضًا:"هو الغني بذاته الذي كل ما سواه محتاج إليه، وليس به حاجة إلى أحد" (2) .

وسيأتي بيان لوازم هذا الاسم الكريم في آثار الإيمان به إن شاء الله تعالى.

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"قال تعالى: {* يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) } [فاطر: 15] ، فهو الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق، من جميع الوجوه، والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته، فلا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلا غنيًا، لأن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقًا قادرًا رازقًا محسنًا فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه، فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة، المغني جميع خلقه غنى عامًا، والمغني لخواص خلقه مما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية" (3) .

وقال أيضًا:"ومن كمال غناه وكرمه أنه يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم، وإسعافهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه، وما لم يسألوه. ومن كمال غناه أنه لو اجتمع أول الخلق وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلاً منهم ما سأله، وما بلغت أمانيه ما نقص من ملكه مثقال ذرة. ومن كمال غناه، وسعة عطاياه ما يبسطه على أهل دار كرامته من النعيم، واللذات المتتابعات، والخيرات المتواصلات، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر."

ومن كمال غناه أنه لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا ولا شريكًا في الملك، ولا وليًا من الذل، وهو الغني الذي كمل بنعوته، وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته" (4) ."

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الغني) :

(1) النونية ص 239 البيت رقم 3201.

(2) شفاء العليل 1/ 387.

(3) تفسير السعدي 5/ 629.

(4) الحق الواضح المبين ص 47، 48.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام