ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"ومن أسمائه الحسنى السميع الذي يسمع جميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحالات، فالسر عنده علانية، والبعيد عنده قريب" (1) .
وسمعه تعالى نوعان:
أحدهما: سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية وإحاطته التامة بها.
والثاني: سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) } [إبراهيم: 39] ، وقول المصلي:"سمع الله لمن حمده، أي: استجاب" (2) .
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (السميع) :
أولاً: إثبات صفة السمع لله تعالى كما يليق بعظمته سبحانه وجلاله من غير تمثيل ولا تحريف ولا تكييف، خلافًا للمعطلة والنفاة، سواء منهم من نفى هذا الاسم لفظه ومعناه، أو من أثبت اللفظ ولم يثبت المعنى كالمفوضة وأشباههم.
قال الأزهري رحمه الله:"والعجب من قوم فسّروا (السميع) بمعنى المُسْمِعْ فرارًا من وصف الله بأن له سمعًا، وقد ذكر الله الفعل في غير موضع من كتابه، فهو سميع ذو سمع، بلا تكييف ولا تشبيه بالسميع من خلقه، ولا سمعه كسمع خلقه ونحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف" (3) .
وقد بوّب البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه في كتاب التوحيد: باب"وكان الله سميعًا بصيرًا".
قال ابن بطال:"غرض البخاري في هذا الباب الرد على من قال إن معنى"سميع بصير": عليم، قال: ويلزم من قال ذلك أن يسويه بالأعمى الذي يعلم أن السماء خضراء ولا يراها، والأصم الذي يعلم أن في الناس أصواتًا ولا يسمعها."
(1) توضيح الكافية الشافية ص 118.
(2) الحق الواضح المبين ص 35.
(3) تهذيب اللغة 2/ 124.