فهرس الكتاب
الصفحة 5 من 683

والقسم الثاني الذي يتعلق بآثار الإيمان بأسماء الله وصفاته في حياة المؤمن هو المقصود بهذه الدراسة؛ أسأل الله - عز وجل- العون والتوفيق في بيانه.

ولكي يتبين لنا أهمية البحث في هذا العلم، وضرورة العناية به في دراسة العقيدة، وتدريسها أسوق فيما يلي بعض الأمور التي تطلعنا على أهميته وشرفه، وعلو شأنه.

أولاً: إن أشرف غايات المسلم، ومنتهى طلبه أن يفوز برضوان الله تعالى وجنته وأن يتنعم بالنظر إلى وجه الله ذي الجلال والإكرام في الدار الآخرة، ولكن هذه الغاية لن تتحقق إلا بتوفيق الله - عز وجل- لعبده للإيمان به وحده، وطاعته، واجتناب معاصيه.

وهذا الإيمان والعمل الصالح لن يتحقق للعبد القيام بهما إلا بالعلم؛ لأن العلم قبل القول والعمل، وهو أساس العمل والخشية والبعد عن سخط الله تعالى.

قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] ، وقد شبه الله - عز وجل- العالم الذي لا يعمل بعلمه بالحمار؛ فقال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}

[الجمعة: 5] .

ولما كانت أشرف الغايات لا يوصل إليها إلا بالعلم، فإن أشرف العلوم وأجلها في هذه الدنيا هو العلم المؤدي إلى النجاة في الآخرة، والفوز برضوان الله تعالى وجنته، فالعلم هو السبيل إلى العمل المقبول، والعمل المقبول هو السبيل إلى النجاة برحمة الله تعالى.

ولما كان شرف كل علم بحسب ما يتعلق به هذا العلم، كان أشرف العلوم وأجلها هو العلم الذي يتعلق بالله - عزل وجل- وبمعرفة أسمائه الحسنى، وصفاته العلا. وبقدر معرفة العبد بأسماء الله - عز وجل- وصفاته يكون حظه من العبودية لربه والأنس به ومحبته، وإجلاله وتعظيمه.

ثانيًا: العلم بأسماء الله - عز وجل- وصفاته هو أصل العلوم وأساس الإيمان، وأول الواجبات، فإذا علم الناس ربهم عبدوه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام