يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"إن العلم بأسماء الله الحسنى أصل للعلم بكل معلوم؛ فإن المعلومات سواه إما أن تكون خلقًا له تعالى أو أمرًا. إما علم بملكوته، أو علم بما شرعه، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى، وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضي بمقتضيه، وإحصاء الأسماء الحسنى أصل لإحصاء كل معلوم، لأن المعلومات هي من مقتضاها، ومرتبطة بها" (1) 1).
ويقول قوام السنة الأصفهاني رحمه الله تعالى:"قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله على خلقه: معرفته. فإذا عرفه الناس عبدوه. قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19] فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها، فيعظموا الله حق عظمته. ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، وسأل عن صغير أمره وكبيره. فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها" (2) 2).
ثالثًا: في معرفة الله - عز وجل- بأسمائه وصفاته زيادة في الإيمان واليقين وتحقيق للتوحيد، وتذوق لطعم العبودية.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"إن الإيمان بأسماء الله الحسنى ومعرفتها يتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. وهذه الأنواع هي رُوح الإيمان ورَوْحه، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه" (3) 1).
ويقول أيضًا:"وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه، فكلما ازداد معرفة بربه ازداد إيمانه، وكلما نقص نقص. وأقرب طريق إلى ذلك: تدبر صفاته وأسمائه من القرآن" (4) 2).
(1) بدائع الفوائد 1/ 163.
(2) …الحجة في بيان المحجة 1/ 122.
(3) التوضيح والبيان لشجرة الإيمان ص 41"باختصار".
(4) …تفسير السعدي 1/ 24.