فهرس الكتاب
الصفحة 4 من 683

وقال رجل للشعبي: أيها العالم! فقال: إنما العالم من يخشى الله.

وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه: كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار بالله جهلاً.

والنوع الثاني: يراد بالعلم بالله العلم بالأحكام الشرعية، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه ترخص في شيء فبلغه أن أقوامًا تنزهوا عنه. فقال: (إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية) (1) 1 )) (2) 2).أ. هـ

ومقصدونا في هذه الدراسة هو النوع الأول: ألا وهو العلم بالله -عز وجل- وبما هو متصف به من نعوت الجلال والإكرام، وماله من الأسماء الحسنى والصفات العلا وما دلت عليه، لأن هذا العلم هو أصل العلوم، ولأن العلم الآخر- وهو العلم بأحكامه الشرعية- قد خدم كثيرًا، وقد فصل أهل العلم الكتابة فيه بالمختصرات، والمطولات.

والعلم بالأسماء والصفات على قسمين يفصلهما الدكتور عبد الرحمن المحمود - حفظه الله - فيقول:"والدراسات المتعلقة بأسماء الله وصفاته على قسمين:"

الأول: ما يتعلق بالإيمان بها وإثباتها، وقواعد أئمة السلف في ذلك والرد على المخالفين من أهل التأويل والتحريف والتعطيل، والتشبيه والتكييف والتفويض.

وهذه - والحمد لله - قد كثرت فيها المؤلفات قديمًا وحديثًا، وتنوعت فيها الدراسات المطولة والمختصرة، وكثير منها منشور ومطبوع ونسأل الله تعالى أن يثيب كل من كان له جهد في ذلك علمي أو عملي أو مادي في نشرها في كل مكان.

الثاني: ما يتعلق بأثر الإيمان بأسماء الله وصفاته على منهاج السلف الصالح في حياة المؤمن خاصة، وأمة الإسلام عامة. وهذا أمر مهم جدًا له أثره العميق في حياة المؤمن، إذ هو الثمرة الحقيقية للإيمان بأسماء الله وصفاته ومعرفته، وتدبر معانيها.

وكثيرًا ما كنت أسأل عن هذا الموضوع، وعن كيفية تأثر المؤمن بالإيمان بها، وأهم المراجع المفيدة في ذلك" (3) 1)."

(1) البخاري (6101) .

(2) …مجموع الفتاوى 3/ 333.

(3) انظر مقدمة كتاب"المنهج الأسنى للدكتور زين شحاته"ص 9.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام