وذلك لأن أمرهُ بين الكاف والنون، فسواءً الصغير والكبير، بل الكبير عنده صغير، والعسير يسير، والصعب لين.
12 -و (الكريم) هو الذي إذا وعد وَفَّى، فإن كل من يعد يمكن أن يفي، ويمكن أن يقطعه عُذرٌ، ويحولُ بينه وبين الوفاء أمرٌ. والباري صادق الوعدِ لعمومِ قدرته وعظيمِ ملكه، وإنه لا يتصوَّرُ أن يقطعَ به قاطع، ولا يحول بينه وبينه مانع.
13 -و (الكريم) هو الذي لا يُضيع من التجأ إليه، وهو الله وحده، والالتجاء إليه: التزام الطاعة وحسن العمل، وقد أخبر بذلك عن نفسه حين قال: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) } [الكهف: 30] .
14 -و (الكريم) هو الذي إذا أعطى زاد على المُنَى، وهو الله وحده، فقد رُوي أنه أعطى أهل الجنة مُناهم، ويزيدهم على ما يعلمون، وقد صح أنه قال سبحانه: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، بَلْهَ ما أُطلعتم عليه) (1) " (2) ."
من آثار الإيمان باسميه سبحانه (الكريم، الأكرم) :
أولاً: محبته سبحانه وتعالى على كرمه وجوده ونعمه التي لا تعد ولا تحصى والسعي إلى تحقيق هذه المحبة بشكره سبحانه بالقلب واللسان والجوارح، وإفراده وحده بالعبادة، وأن لا يكون من العبد إلا ما يرضي الله سبحانه، ومجاهدة النفس في ترك ما يسخطه والمبادرة إلى التوبة عند الوقوع فيما لا يرضيه عز وجل. ومن لوازم محبته سبحانه محبة أوليائه ونصرتهم وبغض أعدائه، والبراءة منهم ومن شركهم.
(1) البخاري (3244) ، ومسلم (2824) ، واللفظ لمسلم.
(2) الكتاب الأسنى نقلاً عن كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى 2/ 380 - 384 (باختصار وتصرف يسير) .