فهرس الكتاب
الصفحة 475 من 683

ثانيًا: إفراد الله - عز وجل - بالتوبة وطلب العفو وغفران الذنوب، لأنه لا يغفر الذنوب، ولا يوفق إلى التوبة ويقبلها إلا الله وحده، قال الله - عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} [الشوري: 25] ، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 135] .

فالتوبة عبادة لله وحده شأنها شأن العبادات الأخرى كالصلاة والاستغاثة والاستعانة والاستغفار لا يجوز صرفها إلا إلى الله وحده فلا يتاب إلى نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا من أذن الله له بالشفاعة بعد رضاه عن المشفوع، وقد قال الله - عز وجل - لرسوله صلى الله عليه وسلم: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) }

[آل عمران: 128] .

وقد نصب بعض رهبان النصارى وغلاة الصوفية أنفسهم شركاء لله - عز وجل - فزعموا أن لديهم صلاحية غفران الذنوب والتوبة على العباد وهذا من إفكهم وضلالهم.

ثالثًا: الحياء من الله - عز وجل - البر الرحيم التواب الغفور الذي يفرح بتوبة عبده، وهذا الحياء إذا تمكن من القلب أثمر تعظيمًا لله - عز وجل - وحياءً منه، ومبادرة إلى طاعته وترك معاصيه قدر الجهد والاستطاعة.

رابعًا: المبادرة إلى التوبة النصوح عند الوقوع في المعصية مهما كان عظمها، وعدم اليأس من رحمة الله تعالى، والقوة في رجائه سبحانه، لأنه التواب الرحيم الغفور الودود، ولكن لا بد أن تكون التوبة صادقة نصوحًا حتى يقبلها الله - عز وجل - وينتفع بها العبد، وقد ذكر العلماء تفصيلاً لهذه الشروط، ومن ذلك ما ذكره الراغب الأصفهاني في المفردات، حيث يقول رحمه الله تعالى:"التوبة هي تَرْكُ الذنب على أجملِ الوجوه، وهو أبلغ وُجُوه الاعتذار، فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه:"

إما أن يقول المُعْتَذر: لم أفعل.

أو يقول: فعلتُ لأجل كذا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام