فهرس الكتاب
الصفحة 440 من 683

قال الأُقليشي:"فتأمل هذه التفرقة بين الرأفة والرحمة، ولذلك جاءا معًا، فقال: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} وعلى هذا الرأفة أعمُّ من الرحمة، فمتى أراد الله بعبدٍ رحمةً أنعم عليه بها، إلا أنها قد تكون عقيب بلاءٍ، وقد لا تكون، والرأفة بخلاف ذلك" (1) .

ذكر شيء من آثار رأفته سبحانه بعباده:

يذكر هنا ما ذكر منه آثار رحمته سبحانه عند الكلام عند اسميه سبحانه (الرحمن، الرحيم) ويضم إلى ذلك آثار أخرى تستنبط من الآيات التي ضمنت باسميه سبحانه (الرؤوف الرحيم) ، ومنها:

أولاً: أن من رأفته سبحانه أنه لا يبطل عمل عباده الذين صلوا قبل تحويل القبلة، فقد تساءل الصحابة - رضي الله عنهم - عن عملهم وعمل إخوانهم الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس بعد أن حولت القبلة إلى الكعبة، فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِن اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) } [البقرة: 143] .

ثانيًا: ومن رأفته سبحانه أنه أخبر عباده بما سيلاقونه في يوم القيامة، حيث تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا، وهذا الإخبار من رأفته، حتى يستعد الناس لذلك اليوم: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30) } [آل عمران: 30] .

ثالثًا: ومن رأفته تبارك وتعالى إنزاله الكتاب على رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرجنا من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الحق ودين الإسلام: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) } [الحديد: 9] .

(1) ، (2) نقلاً عن كتاب النهج الأسمى في شرح أسمائه الحسنى محمد حمود النجدي 2/ 216.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام