فهرس الكتاب
الصفحة 415 من 683

(الفتح) نقيض الإغلاق، والفتح: النصر، والاستفتاح: طلب النصر.

وقال الأزهري:"الفتح: أن تحكم بين قوم يختصمون إليك كما قال سبحانه مخبرًا عن شعيب: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) } [الأعراف: 89] ، أي: اقض بيننا، والفُتاحة والفِتاحة: أن تحكم بين خصمين. قال الأسعر الجعفي:"

ألا من مبلغ عمرًا رسولاً فإني عن فُتاحتِكم غني

والفتاح من أبنية المبالغة (1) .

وقال الراغب:"الفتح إزالة الإغلاق والإشكال وذلك ضربان أحدهما: يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ} "

[يوسف: 65] .

والثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهم وهو إزالة الغم، وذلك على ضروب، أحدها: في الأمور الدنيوية كغم يفرج، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، كقوله تعالى: {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96] .

والثاني: فتح المستغلق من العلوم، نحو قولك: فلان فتح من العلم بابًا مغلقًا وفتح القضية فتاحًا فصل الأمر فيها، وإزالة الإغلاق عنها" (2) ."

معناه في حق الله تعالى:

قال قتادة رحمه الله تعالى:"افتح بيننا وبين قومنا بالحق: اقض بيننا وبين قومنا بالحق" (3) .

قال الخطابي رحمه الله تعالى:" (الفتاح) هو الحاكم بين عباده .. وقد يكون معنى (الفتاح) أيضًا الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، ويفتح المنغلق عليهم من أمورهم وأسبابهم، ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم، ليبصروا الحق، ويكون الفاتح أيضًا بمعنى الناصر" (4) .

ويقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

وكذلك الفتاح من أسمائه والفتح في أوصافه أمران

فتح بحكم وهو شرع الرضا والفتح بالأقدار فتح ثان

(1) انظر اللسان 5/ 3337، وتفسير الأسماء للزجاج ص 39، والنهاية لابن الأثير 3/ 406.

(2) المفردات للراغب الأصفهاني ص 370.

(3) تفسير الطبري 9/ 3.

(4) شأن الدعاء ص 56.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام