فهرس الكتاب
الصفحة 408 من 683

أولاً: محبة الله - عز وجل - وإفراده سبحانه بالعبادة والانخلاع من الشرك بجميع أنواعه وأشكاله، لأن الخالق لعباده والرازق لهم هو وحده المستحق للعبادة وحده لا شريك له، وهذا ما احتج به سبحانه على المشركين حيث قال - عز وجل: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) } [يونس: 31] ، فنبه الله سبحانه إلى الاستدلال على توحيده وإفراده بالعبادة أنه سبحانه المتفرد بالخلق والرزق والتدبير، ولذا قال سبحانه منكرًا على المشركين شركهم: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73) } [النحل: 73] .

وقال أيضًا: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ Nن 3 ح! % x.uژa° مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) } [الروم: 40] .

ثانيًا: إن اليقين بأنه سبحانه المتفرد برزق عباده، المتكفل بأقواتهم وأنه لا مانع لما أعطي ولا معطي لما منع، إن اليقين بذلك يثمر التوكل الصادق على الله - عز وجل - والتعلق به وحده مع فعل الأسباب الشرعية في طلب الرزق وعدم التعلق بها، لأنه سبحانه خالق الأسباب ومسبباتها، وهذا بدوره يثمر الطمأنينة في القلب والسكينة وعدم الهلع والخوف على الرزق، لأن الله - عز وجل - هو المتكفل بأرزاق عباده: {* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود:6] ، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام