فهرس الكتاب
الصفحة 407 من 683

قال الخطابي رحمه الله تعالى:"هو المتكفل بالرزق القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها، وسع الخلق كلهم رزقه ورحمته فلم يختص بذلك مؤمنًا دون كافر ولا وليًا دون عدو، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيلة له ولا متكسب فيه، كما يسوقه إلى الجلد القوي ذي المرة السوي."

قال سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} [العنكبوت: 60] ، وقال تعالى: {* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6] " (1) ."

وقال ابن الأثير رحمه الله تعالى:" (الرزاق) : وهو الذي أعطى الأرزاق وأعطى الخلائق أرزاقها وأوصلها إليهم" (2) .

وقال السعدي رحمه الله تعالى:" (الرزاق) لجميع عباده فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ورزقه لعباده نوعان:"

1 -رزق عام شمل البر والفاجر والأولين والآخرين وهو رزق الأبدان.

2 -ورزق خاص وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين. وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته" (3) ."

ويقول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

"وكذلك الرزَّاق من أسمائِهِ والرزْقُ من أفْعَاله نوعانِ"

رزقٌ على يدِ عبده ورسوله نوعان أيضًا ذان معروفان

رزقُ القُلوب العلم والإيمان والـ رزق المُعَدُّ لهذه الأبدانِ

هذا هو الرزقٌ الحلالُ وربُّنَا رزَّاقه والفضل للمنانِ

والثاني سوْقُ القُوتِ للأعضاءِ في تلك المجاري سَوْقِهِ بوِزَانِ

هذا يكون من الحلالِ كما يكـ ون من الحرامِ كلاهما رزقان

والله رَازقُهُ بهذا الاعتبا ر وليس بالإطلاق دُونَ بيان" (4) "

من آثار الإيمان بهذين الاسمين الكريمين:

(1) شأن الدعاء ص 54.

(2) النهاية 2/ 219.

(3) تفسير السعدي 5/ 302.

(4) النونية 2/ 234.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام