وقال في قوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196] ،"يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد للمشركين من عبدة الأوثان: إنَّ وليي ونصيري ومعيني وظهيري عليكم الله الذي نزل الكتاب عليَّ بالحق، وهو يتولى من صلح عمله بطاعته من خلقه" (1) .
وقال الزجاج:" (الولي) هو فعيلٌ، من الموالاة، والولي: الناصر وقال الله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257] ، وهو تعالى وليُّهم بأن يتولى نصرهم وإرشادهم، كما يَتَولى ذلك من الصبي وليُّه، وهو يتولى يوم الحساب ثوابهم وجزاءهم" (2) .
وذكر الخطابي نحو كلام الزجاج، وزاد:"والولي أيضًا المتولِّي للأمر والقائم به، كولي اليتيم، وولي المرأة في عقد النكاح عليها، وأصله من الوَلْي، وهو القُرْبُ" (3) .
ثانيًا (المولى) :
يقول ابن جرير في قوله تعالى:" {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) } [البقرة: 386] "، أنت ولينا بنصرك، دون من عاداك وكَفَرَ بك، لأنا مؤمنون بك ومطيعون فيما أمرتنا ونهيتنا، فأنت وليُّ من أطاعك وعَدُوُّ من كفر بك فعصاك، فانصرنا لأنَّا حزبك، على القوم الكافرين الذين جحدوا وحدانيتك وعبدوا الآلهة والأنداد دونك، وأطاعوا في معصيتك الشيطان.
والمولى في هذا الموضع المفعل، من ولي فلان أمر فلان فهو يليه ولاية وهو وليه ومولاه" (4) ."
(1) تفسير الطبري 9/ 152.
(2) تفسير الأسماء ص 55.
(3) شأن الدعاء ص 78.
(4) تفسير الطبري 3/ 106.