فهرس الكتاب
الصفحة 361 من 683

فلست ترى شيئًا أدلَّ على شيءٍ من دلالة المخلوقات على صفات خالقها ونعوت كماله وحقائق أسمائه، وقد تنوَّعت أدلتها بحسب تنوُّعها، فهي تدلُّ عقلاً وحسًا وفطرة ونظرًا واعتبارًا" (1) ."

رابعًا: الإقرار بألوهية الخالق - عز وجل - وتقدمه على كل شيء وقد قرر الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - ذلك بقوله:"إنه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدمًا لا أول له فلكل مخلوق أول والخالق سبحانه لا أول له فهو وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق كائن بعد إن لم يكن" (2) وهذا قول الرسل جميعًا وأتباعهم خلافًا لقول زنادقة الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأبديته وأنه لم يكن معدومًا أصلاً.

خامسًا: الإيمان باسمه سبحانه (الخالق) يستلزم الإيمان بحكمته سبحانه من هذا الخلق وأنه قائم على الحق وأنه سبحانه منزه عن العبث واللهو، وأنه لا بد من يوم يبعث فيه الخلق ويحاسبون، قال الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) } [المؤمنون: 115 - 116] ، وقال سبحانه: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) } [الأنبياء: 16 - 18] .

(1) مدارج السالكين 3/ 355 - 356.

(2) شفاء العليل 1/ 208.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام