أولاً: الإيمان باسمه سبحانه (الخالق) يستلزم الإيمان بوحدانيته سبحانه وألوهيته وإفراده وحده بالعبادة. وهذا ما احتج به الله - عز وجل - على المشركين الذين يقرون بأنه الخالق الرازق وحده ثم هم يعبدون غيره ممن لا يخلق ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت قال سبحانه: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) } [الأعراف: 191] ، وقال الله - عز وجل: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) } [العنكبوت: 61] .
ثانيًا: الإيمان باسمه سبحانه (الخالق) يورث المحبة الكاملة له - عز وجل - لأنه سبحانه الذي خلقنا وأنعم علينا بنعمة الإيجاد بعد أن لم يكن شيئًا مذكورًا ثم أمدنا سبحانه بما خلقه في هذا الكون من نعم وبما سخره لنا من مخلوقاته، وبما خلق في قلوب الأمهات والآباء من الرحمة والرعاية، وبما أمدنا به من السمع والبصر والأفئدة وغير ذلك من النعم التي لا تعد ولا تحصى. فحقيق بمن خلقنا وأوجدنا وربانا بنعمه أن يحب غاية الحب وأن يذل له غاية التذلل وهذان هما قطبا التعبد لله عز وجل.
ثالثًا: الإيمان باسمه سبحانه (الخالق) يدل على صفاته سبحانه الأخرى كالحياة والقدرة والعلم والإرادة والحكمة، إذ لا يمكن أن يكون خالقًا غير قادر ولا مريد ولا عالم بما خلق، أو أنه ليس له فيما خلق حكمة ولا علة؛ وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"من طرق إثبات الصفات وهو دلالة الصنعة عليها، فإن المخلوق يدلُّ على وجود خالقه، وعلى حياته وعلى قدرته وعلى علمه ومشيئته."