1 - (الجبار) هو العالي على خلقه، وفعَّال من أبنية المبالغة.
2 - (الجبار) : هو المصلح للأمور من جبر الكسر إذا أصلحه وجبر الفقير إذا أعانه.
3 - (الجبار) هو القاهر خلقه على ما يريد من أمر أو نهي، كما قال تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45] ، أي: لست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى ولم يكلف بذلك، وعلى المعنى الأول يكون من صفات الذات، وعلى المعنى الثاني والثالث يكون من صفات الفعل (1) .
والمقصود من قهره سبحانه لعباده على ما يريد من أمر هو ما يتعلق بأمره الكوني القدري، أما أمره الشرعي الديني فقد شرع لهم ما رضيه لهم ولم يجبرهم على فعله ولا على تركه، بل أمرهم ونهاهم وأعطاهم القدرة والاختيار فمن أطاع فله الجنة ومن عصى دخل النار، قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} الآية [الكهف: 29] . هذا، ولا خروج لهم عن مشيئته؛ قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) } [التكوير: 38 - 39] .
يقول الأزهري في تهذيب اللغة:"والجبرية الذين يقولون أجبر الله العباد على الذنوب أي أكرههم. ومعاذ الله أن يكرههم على معصيته، ولكنه قد علم ما العباد عاملون وما هم إليه صائرون. قلت: وهذا المعنى الإيمان بالقضاء والقدر. إنما هو علم الله السابق في خلقه، وقد كتبه عليهم فهم صائرون إلى ما علمه، وكل ميسر لما خلق له" (2) .
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الجبار) :
أولاً: يرجع إلى الآثار الإيمانية المستفادة من اسمه سبحانه (القاهر) ، (العزيز) ، (العلي) ، ويضاف إلى ذلك:
(1) انظر النهج الأسمى محمد حمود النجدي 1/ 145.
(2) تهذيب اللغة 11/ 59.