ثانيًا: تعظيم الله - عز وجل - والخوف منه والتوكل عليه وحده في طلب الهداية والتوفيق والسداد لأنه المتفرد بتصريف أمور عباده ولهذا كان من أذكاره صلى الله عليه وسلم في الركوع والسجود قوله: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) (1) .
ثالثًا: التواضع لله تعالى بقبول حكمه وما نزل من الحق؛ والتواضع للخلق وترك التجبر والتكبر عليهم.
لأن (الجبار) اسم خاص به سبحانه، وهو صفة كمال لله تعالى يمدح بها؛ لأن في جبروته سبحانه رحمة ونعمة؛ فبجبروته قهر الجبابرة وأذل الأكاسرة والفراعنة والطواغيت وأنصف المظلومين من الظلمة، ونصر جنده على المعاندين والكافرين الفجرة.
أما بالنسبة للمخلوق فهي صفة ذم وقدح ينهى عنها.
وقد ذم الله تعالى المتجبرين من خلقه وبين أنه سبب في الطبع على القلوب كما في قوله تعالى: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) } [غافر: 35] . وتوعد الله سبحانه الجبابرة بالعذاب الشديد قال تعالى: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ ¾دmح! # u'ur جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ ¾دmح! # u'ur عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) } [إبراهيم: 15 - 17] .
وقال صلى الله عليه وسلم: (تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ... الحديث) (2) .
رابعًا: بما أن من معاني (الجبار) الذي يجبر كسر عباده ويغنيهم من الافتقار، فإن هذه المعاني تثمر في قلب المؤمن محبة الله تعالى والانكسار بين يديه وطلب الحاجات منه وحده ولذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم في الجلسة بين السجدتين: (اللَّهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني) (3) .
(1) سبق تخريجه ص 428.
(2) البخاري (4850) ، مسلم (2846) .
(3) الترمذي (262) ، وابن ماجة (898) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (732) .