ثانيًا: الثقة في رحمة الله تعالى وحكمته ولطفه، وذلك إذا رأينا المصائب الفردية أو الكوارث الجماعية وتسلط الأعداء على المسلمين فإيماننا بقدرة الله - عز وجل - وقهره لكل شيء، وأنه سبحانه قادر على أن يرفع المصائب ويكبت ويقصم الكفرة ثم لا نراه سبحانه يفعل ذلك في وقت من الأوقات فإن هذا يجعلنا نوقن بأن لله تعالى الحكمة في ابتلاء المؤمنين والإملاء للكافرين، وأن في أعطاف ذلك اللطف والرحمة والمصلحة، كما أن في إيماننا بقدرة الله - عز وجل - المطلقة التي لا يعجزها شيء باب إلى العزة وقوة القلب أمام كيد الكافرين ومكرهم. وذلك لأنهم في قبضة الله تعالى وتحت قدرته وقهره فحينئذ يذهب الخوف من القلوب ويستهان بالكفار وقوتهم مع الأخذ بالأسباب الشرعية والمادية التي جعلها الله سببًا في تأييده للمؤمنين، وسببًا في محق الكافرين وهذا الشعور كفيل بدفع اليأس والإحباط عن النفوس، كما هو سبب في عدم الاكتراث والهلع من قوة الكافرين.
ثالثًا: الابتعاد عن الظلم بشتى صوره وبخاصة ظلم العباد في دمائهم وأموالهم لهم وأعراضهم؛ لأن الإيمان بقدرة الله تعالى وانتقامه للمظلومين من الظالمين يجعل العبد يرتدع عن الظلم والعدوان، وما أحسن القول المأثور: (إذا دعتك قدرتك إلى ظلم العبد فتذكر قدرة الله عليك) .
رابعًا: الإيمان بأن ما أودع الله - عز وجل - من القدرة والقوة في الإنسان إنما هي من الله - عز وجل - وإنعامه وفضله، وهذا الشعور يدفع المسلم إلى أن يسخر ما أودع الله فيه من هذه القدرة في طاعة الله - عز وجل - وفي طريق الخير والإصلاح، ويحذر من توجيه ذلك في معصية الله تعالى وطريق الشر والإفساد.