خامسًا: على المؤمن بقدرة الله - عز وجل - أن لا يغتر بقدرته وقوته، وأن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى فيما ينوبه، وأن يتبرأ من الحول والقوة إلا بالله تعالى، ولذا أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن نقول في أذكارنا:"لا حول ولا قوة إلا بالله" (1) ، وعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ومما ورد فيها: (اللَّهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب) (2) . وأن نقول حين نصبح وحين نمسي: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، اللهم أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدًا) (3) .
اقتران أسمائه سبحانه (القدير) (القادر) ، (المقتدر) ببعض أسمائه الحسنى:
أولاً: اقتران اسمه سبحانه (القدير) باسمه سبحانه (العليم) :
سبق بيان وجه هذا الاقتران في الكلام عن اسمه سبحانه (العليم) فليرجع إليه.
ثانيًا: اقتران اسمه سبحانه (المقتدر) باسميه سبحانه (المليك) ، (العزيز) :
وقد سبق بيان معنى هذا الاقتران في الكلام عن اسمه سبحانه (المليك) ، واسمه سبحانه (العزيز) فليرجع إليه.
ثالثًا: اقتران اسمه سبحانه (القدير) باسمه سبحانه (العفو) :
وورد هذا الاقتران مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) }
[النساء: 149] .
يقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عند هذه الآية: {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} أي: يعفو عن زلات عباده وذنوبهم العظيمة فيسدل عليهم ستره ثم يعاملهم بعفوه التام الصادر عن قدرته.
(1) مسلم (4875) .
(2) البخاري في الدعوات باب الدعاء عند الاستخارة (6382) .
(3) النسائي في عمل اليوم والليلة (570) ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1/ 345 (654) .