ويقول الراغب الأصفهاني:"القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسم لهيئة له بها يتمكن من فعل شيء ما، وإذا وصف بها الله تعالى فهي نفي العجز عنه، ومحال أن يوصف غير الله بالقدرة المطلقة ... بل حقه أن يقال: قادر على كذا .. لأنه لا أحد غير الله يوصف بالقدرة من وجه إلا ويصح أن يوصف بالعجز من وجه، والله تعالى هو الذي ينتفى عنه العجز من كل وجه."
والقدير هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضي الحكمة لا زائدًا عليه ولا ناقصًا عنه، ولذلك لا يصح أن يوصف به إلا الله تعالى {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) } ". (1) "
وآثار قدرة الله - عز وجل - لا تعد ولا تحصى فأينما وقع النظر على شيء من خلق الله - عز وجل - في الآفاق، وفي الأنفس، وفي الخوارق والمعجزات رأي قدرة الله - عز وجل - الباهرة أمامه ومن ذا الذي يحصي ما خلقه الله تعالى.
من آثار الإيمان بأسمائه الحسنى (القدير، القادر، المقتدر)
أولاً: صدق التوكل على الله - عز وجل - والتعلق به وحده والثقة في كفايته في قضاء الحوائج وتفريج الكربات؛ لأنه وحده القادر على كل شيء ولا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض. أما المخلوق الضعيف مهما أوتي من القوة والقدرة والملك فكل ذلك محدود وهو موصوف بالعجز والقصور، والموت والفناء قال الله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58] ، وقال سبحانه: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) } [الشعراء: 217] .
(1) المفردات للراغب ص 394.